تعزيز إدارة الأزمات من خلال الشراكات الخارجية والمستجيبين الأوائل: مخطط للقدرة على الصمود

بقلم خالد باهبري، الرئيس التنفيذي, محور المرونة

التاريخ:

in

تسلط حرائق الغابات في جنوب كاليفورنيا في عام 2025 الضوء على الحاجة الملحة إلى التأهب والتعافي المرن وإصلاح التأمين لتعزيز القدرة على مواجهة حرائق الغابات.

لماذا يعد التعاون أمرًا بالغ الأهمية في إدارة الأزمات

تمتد الإدارة الفعالة للأزمات إلى ما هو أبعد من جدران المنظمة. فالاستجابة المنسقة التي تشمل المستجيبين الأوائل – مثل الشرطة والدفاع المدني ومقدمي الرعاية الصحية وخدمات الطوارئ مثل هيئة الهلال الأحمر السعودي – ضرورية لحماية الأشخاص والأصول والسمعة أثناء حالات الطوارئ.

في حين أن العديد من المنظمات تحاول إدارة الأزمات بشكل مستقل، تُظهر التجربة أن النهج الانعزالي غالباً ما يكون قاصراً. يعد بناء شراكات خارجية قوية خطوة حاسمة في تعزيز المرونة التنظيمية وضمان استجابة سريعة وموحدة عند وقوع الكوارث.

مزالق إدارة الأزمات المنعزلة

تواجه المؤسسات التي تقصر جهودها في إدارة الأزمات على الفرق الداخلية مخاطر كبيرة، بما في ذلك:

  • عوائق التواصل
    بدون وجود اتصالات محددة مسبقاً مع الوكالات الخارجية، غالباً ما يتأخر أو يتعطل تدفق المعلومات الهامة أو يتعطل، مما يعيق جهود الاستجابة.
  • محدودية الموارد
    يمكن أن يؤدي الافتقار إلى الوصول إلى الدعم الخارجي – سواء كان من موظفي الطوارئ أو الموارد الطبية أو الخبرة الفنية – إلى إضعاف قدرة المنظمة على الاستجابة بفعالية.
  • الجهود غير المنسقة
    يؤدي العمل دون تعاون إلى استجابات غير منظمة ومجزأة يمكن أن تؤدي إلى تصعيد الأزمة بدلاً من احتوائها.
  • الإضرار بالسمعة
    ينعكس سوء التعامل مع الأزمات بشكل سيء على المنظمة، مما يقوض ثقة الجمهور وثقته.

قوة الإدارة التعاونية للأزمات

إن المؤسسات التي تعمل بنشاط على إقامة شراكات مع أول المستجيبين والوكالات العامة تكون أفضل استعداداً لإدارة حالات الطوارئ. إليك كيفية تعزيز التعاون الخارجي لإدارة الأزمات:

1. التواصل السلس

يتيح بناء العلاقات مع جهات إنفاذ القانون والدفاع المدني والوكالات الرئيسية الأخرى إمكانية التواصل السريع والموثوق أثناء الأزمات. تضمن خطوط الاتصال القائمة تدفق المعلومات الهامة بكفاءة، مما يدعم اتخاذ إجراءات واضحة ومنسقة ويعزز المرونة بشكل عام.

2. الوصول إلى الموارد والخبرات الهامة

يجلب المستجيبون الأوائل والوكالات الخارجية خبرات لا تقدر بثمن وتدريب متخصص ومعدات أساسية. على سبيل المثال، توفر هيئة الهلال الأحمر السعودي الدعم الطبي الحيوي في حالات الطوارئ، بينما يلعب مقدمو الخدمات دوراً حاسماً في الحفاظ على الخدمات الأساسية أثناء الأزمات. إن الاستفادة من هذه الموارد يعزز قدرة المؤسسة على إدارة حالات الطوارئ والتعافي منها.

3. التدريب المشترك وتمارين المحاكاة

تساعد التدريبات التعاونية بين المنظمات وأوائل المستجيبين في تحديد الثغرات في خطط الاستجابة وضمان فهم الجميع لأدوارهم. تبني هذه التدريبات الثقة وتحسّن التنسيق وتعزز الثقة المتبادلة – وهي عوامل حيوية للاستجابة المتماسكة والفعالة في العالم الحقيقي.

4. علاقات أقوى وثقة أكبر

لا تُبنى الثقة أثناء الأزمات، بل تُبنى قبلها. وغالباً ما تجد المنظمات التي تستثمر الوقت في بناء علاقة مع الوكالات الخارجية أن هؤلاء الشركاء أكثر استعداداً لتقديم الدعم والتوجيه عند حدوث حالات الطوارئ.

5. تعزيز الثقة العامة

إن التعاون الاستباقي مع المستجيبين الأوائل يشير إلى أصحاب المصلحة والموظفين والمجتمع الأوسع نطاقاً بأن المؤسسة تأخذ السلامة على محمل الجد. وتعزز هذه الشفافية والتأهب ثقة الجمهور وتعزز سمعة المؤسسة، سواء أثناء الأزمة أو بعدها. كما يضمن التواصل مع وسائل الإعلام أيضاً وصول معلومات دقيقة وفي الوقت المناسب إلى الجمهور.

المرونة من خلال الشراكة

لا يمكن التنبؤ بالأزمات، لكن الاستعداد لها ليس كذلك. يمكن للمنظمات التي استثمرت في الشراكات الخارجية أن تتعامل بشكل أفضل مع حالة عدم اليقين، والاستفادة من العلاقات الموثوقة لتنسيق استجابة فعالة. لا يقلل هذا النهج التعاوني من الأثر الفوري للأزمات فحسب، بل يسرّع أيضاً من عملية التعافي ويعزز المرونة على المدى الطويل.

الخاتمة: دعوة إلى عقلية تعاونية

في ظل مشهد المخاطر سريع التطور اليوم، لا يمكن لأي منظمة أن تدير الأزمات بمعزل عن غيرها. إن بناء شراكات ذات مغزى مع المستجيبين الأوائل والوكالات العامة وخدمات الطوارئ أمر ضروري لضمان التأهب والمرونة.

من خلال تعزيز التواصل المفتوح، والمشاركة في التدريب المشترك، وتعزيز الثقة، يمكن للمنظمات تعزيز قدراتها على الاستجابة للأزمات بشكل كبير. في نهاية المطاف، يتوقف النجاح في مواجهة الشدائد على هذه العلاقات الخارجية – أي تحويل الفوضى المحتملة إلى استجابة منسقة ومرنة تحمي الناس وتحافظ على السمعة وتعود بالنفع على المجتمع الأوسع.

مشاركة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *